تجديد الشعر يُعتبر مَفهوم التجديد من أكثر المفاهيم التي تنازعتها التيّارات الثقافيّة الفكريّة المختلفة، وقد انعكس هذا التّنارع على المفهوم ذاته من حيث المعنى والدلالة، كما أنّ التجديد في الشعر العربي الحديث حقيقةً ثابتةً في زمننا الحديث الذي نعيشه، وقد كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الزمن الذي بدأ يإظهار تياراتٍ فكريةٍ وأدبيةٍ جديدة تنوّعت منابعها ومرجعياتها، فاختلفت أشكالها التعبيرية وآلياتها الفنيّة وفق أسس شعرية؛ إذ رأى أصحابها القدرة على حمل تجارب العصر الجديدة التي لا تقوى التقليديّة على حملها، ممّا أدّى إلى ضرورة إعلان بعض الشعراء عن ضرورة استحداث أشكالٍ شعريِّةٍ جديدةٍ. مفهوم التجديد التجديد في اللغة العربيَّة من أصل الفعل تجدَّد، أي صار جديداً، وكذلك أجدَّه واستجدَّه، وقد سُمَّي كل شيءٍ لم تأت عليه الأيام جديداً، ويرى النقد الحديث أن للتجديد تيارين: التيار الأول: الذي يبدأ أصوليَّاً، ثم يثور من داخل الأصوليَّة، وهذا التيار هو الذي يعترف بأن لكل زمنٍ خصوصياته. التيار الثاني: هو التيار الذي يغيَّر في الأصول تغييراً جذرياً، فيعدُّ تحولاً عن التقاليد المتداولة.